انقرة - أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لتعزيز أجواء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وقال إن العلاقات مع "إسرائيل" تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية.
ويعتبر هذا التصريح مؤشرا على نية اردوغان، تصفير خلافاته مع "اسرائيل" التي هاجمها في العديد من المرات بذريعة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ونصرة قطاع غزة المحاصر.
وخلال لقاء مع الجالية اليهودية التركية، وأعضاء "تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية"، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أعلن اردوغان، إننا "لا نرغب برؤية توتر أو صراع أو اضطراب في هذه المنطقة الجغرافية القديمة التي تحتضن الأماكن المقدسة لكل من الديانات التوحيدية الثلاث".
وأوضح "أن أي خطوات سيتم اتخاذها فيما يخص القضية الفلسطينية، لا سيما القدس، لن تسهم في أمن واستقرار الفلسطينيين فقط بل ستشمل إسرائيل أيضاً".
واستطرد اردوغان بالقول :"لذلك أولي أهمية لحوارنا الذي تم إحياؤه مجددا سواء مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أو رئيس الوزراء نفتالي بينيت".
ولفت أردوغان إلى الأهمية الحيوية للعلاقات التركية الإسرائيلية في أمن واستقرار المنطقة.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية ضمن مسارها، رغم اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية.
وفعلا رغم بعض التوتر التي عرفتها العلاقات التركية الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة الا ان التعاون الاقتصادي بين تركيا واسرائيل متطور للغاية ويقدر بمليارات الدولارات ويشمل مختلف المجالات بما فيها العسكرية.
وسعى الرئيس التركي خلال السنوات الماضية كسب تعاطف الراي العام العربي والإسلامي، بمهاجمة "اسرائيل" بين الفترة والأخرى، في خضم نهجه الذي يستهدف التمدد في منطقة الشرق الأوسط لكن تلك السياسات لم تعد تلقى رواجا كبيرا.
وهاجم اردوغان بعض الدول العربية التي عقدت اتفاقيات سلام مع "إسرائيل" بذريعة التطبيع لكن موقفه بدا يتغير مع تحسن العلاقات التركية - الاماراتية اذ يبدو ان القضية الفلسطينية لم تعد من اهتماماته.
وتطالب "اسرائيل" مرارا تركيا ان تعيد النظر في علاقتها مع حركة حماس في حال ارادت تجاوز بعض الخلافات والتوتر حيث يعيش عدد من قيادات الحركة في مدن تركية مثل اسطنبول.
وتتهم "إسرائيل" القيادات في تركيا بالتخطيط لتنفيذ هجمات دموية داخل المدن الإسرائيلية، حيث كشف جهاز الموساد عن العديد من الخلايا في الضفة الغربية، يقودها مسؤولون في حماس يتخذون من تركيا مقرا لهم.