اسطنبول – بعد أن استوفى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى حدّ ما ورقة المهاجرين واللاجئين التي استخدمها كوسيلة ضغط على الاتحاد الأوروبي في خصوماته السابقة، ومعاركه المدفوعة بطموحات التوسع أو تلك المدفوعة بطموحات شخصية ولحسابات سياسية وانتخابية، بدأت السلطات التركية حملات تستهدف ترهيب اللاجئين، وقد باشرت بالفعل عمليات ترحيل قسري سرية في غالبها، لكن ليس بسبب بعض الوقائع والمشادات من حين إلى آخر بين أتراك وسوريين، وإنما للتخلص قدر الإمكان من الأعباء المالية والأمنية لإستضافة هذا العدد الهائل من اللاجئين.
في هذا السياق، أفاد مراسل "وكالة اخبار العالم العربي"، أن ثلاثة شبان سوريين تم إحراقهم غربي تركيا، أثناء نومهم بإشعال مادة البنزين في مكان عملهم، في محافظة إزمير الواقعة على بحر إيجة نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقد جرى التعتيم على الحادثة من قبل السلطات التركية، وذكر شهود عيان، أن جريمة حرق السوريين الثلاثة ارتكبت عن عمد، وبدوافع عنصرية، وأكد الشهود، أن السلطات التركية المحلية طلبت من عائلات الضحايا التزام الصمت، وإنه تم القبض على شخص يشتبه في تورطه فيها، فيما لم يصدر أي بيان رسمي تركي بشأنها.
وتأتي هذا الحادثة بعد تزايد أعمال العنصرية المدعومة من الاستخبارات التركية، تجاه اللاجئين السوريين، والذي يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين لاجئ، الأمر الذي دعا السياسيين المعارضين لإطلاق حملات لإعادة السوريين إلى ديارهم.
ولم تكن تلك الحادثة الوحيدة في خضم الأعمال العنصرية، فقد شهد الصيف الماضي عدد من الهجمات قامت بها حشود "غاضبة"، أماكن عمل ووحدات سكنية لسوريين، واحرقت محالهم، وأصابت العديد منهم بجروح في العاصمة أنقرة.